عندما وطأت قدماي أرض الإمارات للمرة الأولى،
شعرت بمزيج من الحماس والقلق. كنت قادمًا من بلد صغير، لا يحمل معه سوى حقيبة ممتلئة بالذكريات وأحلام كبيرة. لم أكن أعلم حينها أن هذه الدولة ستصبح لي أكثر من مجرد مكان للعمل، بل وطناً ثانياً يعكس التنوع بأبهى صوره.
البداية: دهشة الاختلاف
منذ أول يوم لي في الإمارات، أذهلني التنوع الثقافي المحيط بي. كنت أسمع لغات مختلفة في كل مكان، أشاهد وجوهًا تحمل ملامح من كل أركان العالم، وأتعرف على عادات وتقاليد لم أكن أعلم عنها شيئًا. في البداية، شعرت بالارتباك: كيف يمكن لمجتمع يضم هذا الكم الهائل من الثقافات أن يظل مترابطًا؟ لكن مع مرور الأيام، أدركت أن السر يكمن في الاحترام والتعايش.
التعلّم من الاختلافات
أحد الأمور التي غيّرت نظرتي للعالم كان التفاعل اليومي مع أشخاص من خلفيات متنوعة. تعلمت أن الاختلاف ليس عائقًا، بل هو فرصة للنمو. زميلي الهندي علمني صبره ودقته، وجاري الفلبيني عرفني على مفهوم الكرم بطريقته الخاصة، وأصدقائي الإماراتيون أدهشوني بحرصهم على الترحيب بكل من يشاركهم هذه الأرض. كل لقاء كان درسًا جديدًا، وكل تجربة أضافت قيمة إلى شخصيتي.
الانتماء: الشعور بالوطن
ما جعل الإمارات مميزة بالنسبة لي هو قدرتها على أن تكون وطناً للجميع. لم أشعر يومًا بالغربة، بل شعرت أنني جزء من نسيج متماسك يضم الملايين. في المناسبات الوطنية، كنت أقف جنبًا إلى جنب مع أصدقاء من مختلف الجنسيات، نحتفل كأننا عائلة واحدة. هذا الشعور بالانتماء لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لرؤية قيادية تحرص على جعل الجميع يشعرون أنهم مرحب بهم.
رسالتي كمقيم
اليوم، بعد سنوات من العيش هنا، أقول بفخر إن الإمارات علمتني أن التنوع ليس مجرد حقيقة جغرافية، بل هو نعمة تجعل الحياة أكثر غنىً وعمقًا. لكل من يأتي إلى هذه الأرض: انفتح على التجربة، واحتضن الاختلاف، لأنك هنا ستكتشف أن الإنسانية تتجلى بأجمل صورها في مجتمع يرحب بالجميع. الإمارات ليست مجرد وطن للمواطنين، بل هي وطن للإنسانية جمعاء.
لا توجد تعليقات، كن أول من يضيف تعليقاً!
أضف تعليقاً