في ضواحي إحدى المدن الخليجية الحديثة،
كان علي شاباً طموحاً يعيش في حي بسيط، تحيط به مبانٍ شاهقة تعكس التطور السريع للمنطقة. منذ صغره، كان مفتوناً بهذه التحولات العمرانية، ودائماً ما كان يخبر أصدقاءه: "يوماً ما، سأكون المهندس الذي يصمم معالم هذه المدينة". لكن بين الطموح والواقع، كانت التحديات تقف كجدار عالٍ.
البداية: الكفاح من أجل التعليم
بعد إنهاء دراسته الثانوية بتفوق، وجد علي نفسه أمام معضلة كبرى: كيف سيموّل تعليمه الجامعي في واحدة من أرقى الجامعات؟ عائلته كانت تعاني من ضيق مالي، لكن علي لم يفقد الأمل. بدأ العمل كمساعد في مكتب هندسي صغير، حيث كان يقضي النهار في ترتيب الملفات ومراقبة التصاميم الهندسية، والليل في دراسة كتب العمارة التي يستعيرها من مكتبة الحي.
فرصة العمر
في أحد الأيام، وبينما كان يعمل في المكتب، لاحظ مديره شغفه واهتمامه بالتفاصيل. قرر أن يمنحه فرصة لتجربة تصميم داخلي لمشروع صغير. كانت النتيجة مبهرة، وأثبت علي نفسه كموهبة واعدة. هذا النجاح الصغير أكسبه دعماً من مديره، الذي ساعده في الحصول على منحة دراسية لدراسة الهندسة المعمارية في إحدى الجامعات المحلية المرموقة.
تحقيق الحلم
بعد التخرج، عمل علي في مشاريع مختلفة، لكنه دائماً ما كان يبحث عن فرصة لإحداث تأثير حقيقي. قرر أن يبدأ مشروعه الخاص، مستلهماً التراث الخليجي في تصاميمه. أول مشروع له كان تصميم حديقة عامة في الحي الذي نشأ فيه، حيث ركّز على الجمع بين التصاميم العصرية والمساحات الخضراء التي تعكس الطابع الخليجي. حصل المشروع على إشادة واسعة، وبدأ اسم علي يتردد في الأوساط الهندسية.
رسالة ملهمة
اليوم، يُعد علي من أبرز المهندسين المعماريين الشباب في الخليج. لا يكتفي بالعمل على المشاريع الكبيرة، بل يخصص وقتاً لمساعدة طلاب الهندسة وتقديم ورش عمل مجانية حول التصميم المستدام. عندما يُسأل عن سر نجاحه، يجيب بابتسامة: "آمنت بحلمي، وعملت بجد، واستفدت من كل فرصة صغيرة".
قصة علي تعكس واقع الكثير من الشباب في الخليج اليوم؛ أحلام كبيرة، تحديات حقيقية، وفرص لا تضيّع إذا ما اقترنت بالإصرار والعمل الجاد.
لا توجد تعليقات، كن أول من يضيف تعليقاً!
أضف تعليقاً